قبر فيصل الأول النواة الأولى للمدافن الملكية في العراق
آخر تحديث GMT 11:33:56
المغرب اليوم -

فيما اختار تلك البقعة لتكون أول جامعة في التاريخ

قبر فيصل الأول النواة الأولى للمدافن الملكية في العراق

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قبر فيصل الأول النواة الأولى للمدافن الملكية في العراق

قبر الملك فيصل الاول
بغداد – نجلاء صلاح الدين

بغداد – نجلاء صلاح الدين تُعد المقبرة الملكية هي المكان الذي دفنت به العائلة العراقية المالكة, في بغداد، وهم الملك فيصل الأول والملك غازي والملك فيصل الثاني، ودفنت في المقبرة الملكة عالية وبعض الأميرات، وبعض أخوة وأقارب الملوك، والمقبرة الملكية عبارة عن "بناء صغير يقع في منطقة الأعظمية تحيطه الشوارع من جميع الجهات فهو كالجزيرة، وتعاني هذه المقبرة منذ الاحتلال الأميركي للعراق سنة 2003 م، من الإهمال والتخريب بسبب موقعها القريب من مركز شرطة الأعظمية"، فيما اختار الملك فيصل الأول "هذه البقعة مقرا لأول جامعة عراقية في تاريخ العراق الحديث هي جامعة "آل البيت" ،وقد شيدت أول مباني هذه الجامعة على يسار الشارع المؤدي إلى المقبرة الملكية، ولم تكن المقبرة نفسها قد بنيت بعد، وتشغل هذه المباني اليوم (الجامعة الإسلامية) ،وتقديرا من الملك للعلم والعلماء فقد اختار أن يكون مدفنه قرب هذه الجامعة، وكان قبره النواة التي أنشأت عليها المقبرة الملكية".
عند وصولنا إلى المقبرة الملكية  كان في استقبالنا مسؤول المقبرة الحاج عثمان العبيدي ليحدثنا قائلا " أنشأت المقبرة الملكية على ارض تكونت بما كانت ترسبه مياه دجلة في العصور الماضية"، ذلك لان نهر دجلة "كان يجرف تلك الترسبات الطينية من شاطئه الغربي (العطيفية سابقا) ،ويلقيها في شاطئه الشرقي المقابل حتى ارتفعت الأرض هناك وأصبحت جزءا من الجانب الشرقي من بغداد"، وبالنتيجة اتخذ مجرى دجلة لنفسه شكله الحالي الذي يشبه أن يكون قوسا كبيرة تقع المقبرة وسطها وقريبا من موقع المقبرة اليوم كانت تقع محلة الاعظمية "حيث كانت هناك مقابر الأسرة العباسية، التي تعرف بترب الرصافة وفيها دفن عدد كبير من الخلفاء العباسيين وبعض أفراد الأسرة العباسية ،ولا ادري إذا كان مقصودا أن يجري اختيار مقبرة ملوك العراق المعاصرين في موقع قريب من مقابر خلفائه الأقدمين، أم أنها المصادفة.
و فور دخولنا للمقبرة شاهدنا مكان يرقد فيه جلالة الملك علي بن الحسين المولود عام 1880 والمتوفى عام 1935 ، أما المدخل المجاور يرقد جثمان الملكة عالية المولودة سنة 1911والمتوفيه سنة 1950 ،أما من جهة اليمين وفي مكان مستقل ضم قبر الملك فيصل الثاني ،حيث ولد الملك فيصل الثاني في 2ايار 1935 وتوفي في 14 تموز/يوليو عام 1958 ،أما القبر الذي بجانبه كان للملك غازي الذي ولد 21 آذار/ مارس 1921 والمتوقي في 4 نيسان/إبريل 1939 .
وفي مدخل آخر يرقد عبد الإله وطفلة اسمها مريم كان عبد الإله قد تبناها لأنه لم ينجب أطفالا.
وقبل أن ننهي زيارة القبور شاهدنا  قبرين يتوسطان الحديقة ،يقال أن احدهما يعود لجعفر العسكري أول وزير دفاع بعد تشكيل الحكومة العراقية 1921، تم دفنه في المقبرة الملكية تكريما لمنصبه الوزاري ،وكان قد قتل في ديالى 1938 حينما ذهب ليتفاوض مع قائد الانتفاضة "بكر صدقي" ،أما القبر الآخر فهو لـ "رستم حيدر" رئيس التشريفات الملكية ووزير المال، ويقال أن الأخير هو سوري الجنسية أتى به الملك فيصل الأول وقتله مفوض كان في حراسته ،حينما طلب منه ترقيته والبعض الآخر يقول بأنه "طلب منه سلفة مالية فرفض تلبية طلبه، وقد تم إعدام الجاني في باب المعظم برصاصات اخترقت وجهه"،ويشار أن" الملك فيصل وعبد الإله كانا يأتيان لزيارة الملكة عالية في المقبرة كل خميس وهما محملان بالورد ".
وعن سؤال لـ "المغرب اليوم "عن الجهة المسؤولة لرعاية المقبرة قال " إن المقبرة الملكية تابعة من الناحية الإدارية والمالية إلى أوقاف بغداد، ودائرتنا هي جهة فنية فقط، فقد قمنا في فترات سابقة بعدة أعمال منها قلع القبة الرئيسة والقباب المجاورة، بعدها تمت صيانتها بالكاشي الكربلائي كذلك ،تم صيانة جميع السطوح وتنظيم الشبكة الكهربائية وإنارتها وصيانة الأرضيات وإبدال المرمر التالف فضلا عن قيامنا بتنظيم المداخل الرئيسية وصيانتها مع تأهيل كامل لسياج المقبرة".
ويقول العبيدي " بنيت المقبرة الملكية من صخر الجلمود المسمى (حجر الشاطئ) وهي مغلفة بالطابوق، أما الأبواب والشبابيك فقد صنعت من خشب الصاج"،مضيفا إلى " العهود المتأخرة حين اتخذت الأرض التي تقع فيها المقبرة الملكية اليوم شكلها الاخير عرفت المنطقة باسم (كرادة الاعظمية) ،بسبب وجود عدد من الكرود (مضخات المياه) ،وهي" آلات لرفع المياه تحركها الدواب عند شاطئ النهر، وكانت الأرض نفسها من أكثر الأراضي خصوبة وتشغلها البساتين وفيها عدد كبير من أشجار السدر العملاقة".
يذكر أن الملك فيصل الأول اختار "هذه البقعة مقرا لأول جامعة عراقية في تاريخ العراق الحديث هي جامعة آل البيت ،وقد شيدت أول مباني هذه الجامعة على يسار الشارع المؤدي إلى المقبرة الملكية، ولم تكن المقبرة نفسها قد بنيت بعد، وتشغل هذه المباني اليوم (الجامعة الإسلامية) ،وتقديرا من الملك للعلم والعلماء فقد اختار أن يكون مدفنه قرب هذه الجامعة، وكان قبره النواة التي أنشأت عليها المقبرة الملكية".
وتابع القول " بنيت المقبرة على الطراز العربي الإسلامي وأريد في تصميمها أن تكون مثل المباني العباسية السالفة، وهو ما تجلى في ارتفاع قبتها الرئيسة، وفي الرواقين على جانبي القبة".
مشيرا إلى "آخر الرواق الأيمن سقاية ماء جميلة تعلوها قبة وتحيط بالمبنى كله حديقة واسعة كانت مبعث إعجاب زوار المقبرة وسكان الحي في العهد الملكي"،وتمثل المقبرة اليوم "إرثاً مهما في تاريخ العراق الحديث ،وهي تستحق ان يعنى بها ،بوصفها تضم أحداث ملوك العراق الذين شغلوا مرحلة مهمة من تاريخه ،وفي بلد آخر غير العراق كان يمكن ان تكون معلماً سياحيا يقصده السائحون وأهل البلد على حد سواء".
 زار المقبرة شخصيات مهمة كان هذا السؤال الأخير لـ"المغرب اليوم " لمسؤول المقبرة الذي أجاب "نعم زار المقبرة الملكية الملك حسين وكان هذا في الثمانينات من القرن الماضي ،وإما بعد الأحداث الأخير زار المقبرة الشريف بن علي ".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبر فيصل الأول النواة الأولى للمدافن الملكية في العراق قبر فيصل الأول النواة الأولى للمدافن الملكية في العراق



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 07:01 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib