روايات الراحل إدمون المالح تختفي من المكتبة العربية
آخر تحديث GMT 19:57:42
المغرب اليوم -

روايات الراحل إدمون المالح تختفي من المكتبة العربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - روايات الراحل إدمون المالح تختفي من المكتبة العربية

الراحل إدمون المالح
الرباط -المغرب اليوم

حين اتصل بي الإعلامي المتميز ياسين عدنان، بعد أن قرأ روايتي “أحجية إدمون عمران المالح”، يبدي إعجابه بالرواية وبتفاصيل عميقة ذات صلة بأفكار وسيرة إدمون عمران المالح (أو المليح في صيغة أخرى)، مبثوثة في ثنايا الرواية، شعرت أولا بالفخر، ثم غلب عليّ الإحراج.ياسين عدنان، الصديق المقرب من الحاج إدمون (كما يسميه أصدقاؤه)، يشكرني على اعتنائي بإرث المالح وهو لم يكن يعلم أني لا أعرف إلا شذرات عن الأديب المغربي إدمون عمران المالح 

ثم جاء سؤال الطالبة الباحثة لبنى المجيدي أن أشارك بشهادة عن المالح في ملحق ضمن أطروحاتها للدكتوراه حول صورة اليهودي في الرواية المغربية، وزاد إحراجي. هممت بالاعتذار وجَبنت عن ذلك، ثم فكرت، إن ما يمنعني عن كتابة شهادة عن الحاج إدمون هو أيضا دافع للكتابة عنه.

مذ سمعت أول مرة باسم إدمون عمران المالح وأنا معجب به. ليس سهلا أن تجد مثقفا يهودي الديانة يقول لا عالية في وجه إسرائيل، ويدين سياستها العنصرية ويدين الصهيونية.. الحاج إدمون فعلها ودفع الثمن.طيلة سنوات وأنا أبحث عن روايات المالح ولم أجدها؛ ربما يمكن إيجاد بضع نسخ متفرقة من رواياته بالفرنسية، لكن رواياته بالعربية مختفية تماما من السوق..

طيلة سنوات ولم أجد شيئا، وحتى حين حاولت مؤخرا التواصل مع مترجمَيه تعذر عليّ الوصول إليهما..وحتى ما ترجم منها إلى الإنجليزية نفد من الأسواق ولم تعد طباعتها ولم أجد لها أثرا حتى في مكتبات بيع الكتب المستعملة..هل هي محض مصادفة أن رواياته مختفية من السوق، كما يحدث مع مبدعين كثيرين، أم ثمة يدا خفية وراء ذلك؟ ما أستغربه حقا هو تجاهل الناشر المغربي وعدم اهتمامه بإعادة إصدار الترجمات العربية.

وجدت مؤخرا نسخة مصورة من روايته “أيلان أو ليل الحكي” لكنها يا للأسف ليست واضحة بما يكفي للقراءة؛ لكن ما قرأته من مقاطع أوضح لي كم هو مبدع في كتاباته الروائية الحاج إدمون، وكم خسرنا من غياب كتاباته من المكتبة العربية. 

يعرف نفسه بأنه كاتب مغربي يهودي، وليس يهوديا مغربيا كما يحب أغلب اليهود أن يعرفوا أنفسهم أولا بالنسبة إلى الديانة قبل الوطن؛ هو من أشد الرافضين لهجرة المغاربة اليهود إلى إسرائيل، وهو رافض رفضا قاطعا لوجود كيان اسمه إسرائيل، يعتبره كيانا قائما على التفاخر بقتل الأطفال والعجائز.حين استلهمت سيرة، أو بالأحرى شذرات من سيرة، الحاج إدمون خلال كتابتي لروايتي الثانية “أحجية إدمون عمران المالح”، أردت أولا أن أحتفي باسم الرجل؛ لعل إلقائي الضوء عليه يعيده إلى المشهد الثقافي، ليعرف عنه الجيل الجديد الذي لم يسمع باسمه حتى، كما أردت أن أحتفي بالموقف الثابت للرجل الذي قال “لا” ووقف شامخا متحديا وراضيا.

بعد أيام من اتصاله الأول سألني الإعلامي ياسين عدنان ضمن حوار نشر في مجلة الشارقة السؤال التالي: “روايتك الأخيرة (أحجية إدمون عمران المالح) الصادرة في بيروت تستعيد حكاية الكاتب المغربي اليهودي إدمون عمران المالح. لماذا إدمون بالذات؟ خصوصا أنه لم تكن لك أي معرفة سابقة بالكاتب الراحل؟”.كان جوابي: “ربما غياب سابق معرفة لي بالأديب إدمون عمران المالح كان نقطة إيجابية، لأنه خفف عني ثقل الاختيار بين ما يمكن الكتابة عنه وما لا يمكن البوح به. أردت تسليط الضوء على كاتبنا المغبون حقه لكني لم أنو كتابة سيرته الذاتية.

لماذا إدمون بالذات؟ يمكنك أن تقول إن الأمر حدسي تماما وليس اختيارا واعيا محكوما بالقلم والمسطرة. الكتابة عندي، حتى الآن، أو الجزء الأكبر منها على أي حال، تكاد تكون عملية حدسية بالأساس، دون وزن كبير للتخطيط المسبق أو التفكير العقلاني.لكن لو أردت الحكمة بأثر رجعي، لو حللت مسألة اختيار العنوان بطريقة عكسية، سأقول إن شخصية الحاج إدمون تتوفر على العناصر المطلوبة لهذه الرواية: مغربي من أصل يهودي، مناهض للصهيونية، معارض لسياسة الحكم في عهد الحسن الثاني، كاتب وصحفي، نفى نفسه إلى فرنسا، كانت له صدامات مع ناشرين فرنسيين، عانى من التهميش بسبب مواقفه السياسية… إلخ.

منذ قرأت عن التهميش الذي عانى منه إدمون وأنا أفكر في أن الرجل بحاجة إلى إلقاء الضوء عليه، بشكل أو بآخر.حين بدأت كتابة الرواية كانت النية في البداية التركيز على موضوع غرق السفينة إيجوز، التي كان يستخدمها الموساد لتهريب يهود المغرب، ثم انعطفت الحكاية إلى طريق آخر وتشعبت، وحين عزمت أن البطل سيكون مغربيا من أصل يهودي سيهاجر إلى إسرائيل وسيجد أن الظروف غير مناسبة فينتقل إلى فرنسا، خطر اسم إدمون في بالي مباشرة دون محاولة لاستدعائه.. حين خطر لي اسمه وجدت أن الفرصة مناسبة للاحتفاء بالأديب المغربي وتكريمه، ولو بطريقة غير مباشرة، من خلال استخدام اسمه كقناع للرواية” 

كما قلت، أردت أولا أن أحتفي باسم الرجل، لعل إلقائي الضوء عليه يعيده إلى المشهد الثقافي، ليعرف عنه الجيل الجديد الذي لم يسمع باسمه حتى. وأتمنى أن نقرأ قريبا طبعات جديدة لروايات إدمون عمران المالح (المليح) مترجمة إلى العربية.الرواية المغربية تخسر الكثير بتغييب إبداعات أديبنا الحاج إدمون.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

17461 عنوانا في ست سنوات المكتبة الوطنية تصدر البيبليوغرافيا الوطنية

المكتبة الوطنية للمملكة تمكّن القراء من باقات إلكترونية

 
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روايات الراحل إدمون المالح تختفي من المكتبة العربية روايات الراحل إدمون المالح تختفي من المكتبة العربية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 19:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم ليفربول صلاح
المغرب اليوم - الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم ليفربول صلاح

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 08:47 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تيك توك يتخلص من أكثر من 200 مليون فيديو مخالف خلال 3 أشهر

GMT 02:26 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

احتياطيات ورأسمال بنوك الإمارات تتجاوز 136 مليار دولار

GMT 03:01 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدفاع الجديدي يهزم حسنية أكادير

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ميناء طنجة المتوسط يحصل عل قرض من مؤسسة التمويل الدولية “IFC”

GMT 22:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب الطرق تواصل حصد أرواح المغاربة

GMT 21:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأحمر

GMT 18:13 2023 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بلينكن يُعلن دعمه المستمر لكييف في الحرب الروسية الأوكرانية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib