غزة - كمال اليازجي
حذر الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، من أن عدم الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين قبل تنصيبه في 20 يناير سيكون له "عواقب وخيمة" على الاستقرار في المنطقة.حيث قال الرئيس الأميركي، تعليقاً على تطورات صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين بين حركة حماس وإسرائيل، إنه "من الأفضل أن يسمحوا بعودة الرهائن قريباً".
جاء ذلك ضمن ردٍ من ترمب على سؤال لشبكة CNN، خلال حفل رأس السنة في منتجعه الخاص "مار إيه لاغو" في فلوريدا، عمّا إذا كان قد تحدث مؤخراً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن وقف إطلاق النار المحتمل في غزة، وصفقة الرهائن.
وأجاب ترمب: "سنرى ما سيحدث"، قبل أن يضيف: "سأقول الأمر بهذه الطريقة: من الأفضل لهم أن يسمحوا للرهائن بالعودة قريباً".
وتبذل الوساطات المصرية والقطرية جهودًا مكثفة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع إمكانية التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى.
ووفقًا لما ذكره أحد القياديين في حركة حماس ، أن الحركة مستعدة للتوصل إلى اتفاق استنادًا إلى البنود المتفق عليها سابقًا، بما في ذلك تبادل الأسرى من فئة المدنيين والنساء مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين. من جانبها، شددت حماس على ضرورة أن تلتزم إسرائيل بتنفيذ البنود، بما في ذلك إدخال المساعدات الإنسانية والانسحاب العسكري من غزة وفق جدول زمني محدد، مع ضمان العودة التدريجية للنازحين.
في هذا الإطار، أبدت حماس مرونة في مقترحاتها، بما في ذلك إمكانية إجراء الصفقة على دفعات أو في مرحلتين، مع ضم عدد من الأسرى العسكريين الإسرائيليين، على أن يتم ذلك مقابل إطلاق سراح قادة الأسرى الفلسطينيين.
وتواجه المفاوضات عدة تحديات والتي تتمثل في الشروط الجديدة التي وضعتها حكومة نتنياهو، والتي عطلت التوصل إلى اتفاق الأسبوع الماضي. يبقى أن نرى إذا كانت هذه الجهود ستثمر في تحقيق تقدم ملموس خلال الفترة المقبلة.
وكانت مصادر في حركة "حماس" كشفت في تصريحات إعلامية، أن الوفد الإسرائيلي في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، حاول إدخال شروط جديدة على اتفاق الإطار، الذي جرى التوصل إليه خلال 10 أيام من المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة، ما أدى إلى تأجيله.
وقالت المصادر إن الوفد الإسرائيلي طالب في الأيام الأخيرة بإدخال 11 محتجزاً إسرائيلياً من فئة الشباب إلى المرحلة الأولى من تبادل الأسرى، وإن الحركة رفضت ذلك، لأن هذه المرحلة تسمى مرحلة "تبادل إنساني"، وتضم حالات إنسانية مثل كبار السن، وصغار السن، والمرضى، والنساء.
وفي سياق متصل قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن ستة أطفال رُضَّع لقوا حتفهم في قطاع غزة، بسبب البرد القارس خلال الأيام القليلة الماضية، وحذرت من أنه من المرجح أن يموت المزيد بسبب منع دخول الإمدادات الأساسية اللازمة لمواجهة برد الشتاء.
وطالبت الوكالة الأممية، برفع الحصار عن غزة، وقالت إن هناك أغطية وإمدادات للتدفئة تنتظر الموافقة على دخولها للقطاع.
ودفعت الظروف الإنسانية الكارثية، نحو مليوني نازح منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلى العيش في خيام مهترئة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة ولا تقي من برودة الشتاء ولا من موجات الصقيع القاسية، بعد أن دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم.
وإلى ذلك، تسبب انعدام الأمن الغذائي بين الأمهات في ظهور حالات مرضية جديدة بين الأطفال؛ مما يفاقم الوضع الصحي في القطاع.
من جهته، قال مدير الإغاثة الطبية في غزة وشمالها محمد أبو عفش، إن الأطفال يستشهدون يومياً بسبب البرد الشديد وقلة مقومات الحياة كالطعام والشراب وحليب الأطفال، مبيناً أنه لا يوجد خيام ولا بطانيات ولا ملابس ولا طعام للأطفال. وأضاف أبو عفش، أن ما يجري الآن من كوارث إنسانية في القطاع هو ما تم التحذير منه سابقاً، مجدّداّ التحذير أيضاً من خطر وفاة وتجمد عائلات بأكملها داخل الخيام.
وتواصل قوات الاحتلال شنّ مئات الغارات، والقصف المدفعي وتنفيذ جرائم في مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار، ونزوح أكثر من 90 في المائة من السكان.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر