فاعلون مغاربة يناقشون حضور الثقافة في البرامج الانتخابية واهتمامات الأحزاب
آخر تحديث GMT 19:10:11
المغرب اليوم -

فاعلون مغاربة يناقشون حضور الثقافة في البرامج الانتخابية واهتمامات الأحزاب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فاعلون مغاربة يناقشون حضور الثقافة في البرامج الانتخابية واهتمامات الأحزاب

المشتغلون والمهتمون بالمجال الثقافي
الرباط - المغرب اليوم

لا غرابة أن يبحث كل مواطن مغربي عن حاجياته وانتظارات بين أسطر البرامج الانتخابية التي تعرضها الأحزاب السياسية بمناسبة الاستحقاقات الجارية، والمتمثلة أساسا في توفير فرص الشغل، والرفع من مستوى العيش، وحل مشاكل الصحة والتعليم، وتجاوز مختلف الإكراهات الأخرى المندرجة ضمن المجالات الفنية والبيئية والرياضية، وغيرها.ومن هذا المنطلق، يحرص المشتغلون والمهتمون بالمجال الثقافي على تفقّد البرامج التي تقدمها مختلف الأحزاب السياسية مع كل انتخابات، من أجل النظر في مدى حضور الثقافة وحجم تغطيتها لتلك البرنامج، وتحديد درجة اهتمام كل حزب بالجانب الثقافي إلى جانب باقي المجالات، سواء على المستوى القريب أو المتوسط أو البعيد، محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا.وفي الوقت الذي يرى بعض المثقفين أن اهتمام الأحزاب السياسية بالثقافة يزداد في بعض السياقات والظروف، ويتراجع في مناسبات أخرى، يشير آخرون إلى أن حضور الثقافة في البرامج الانتخابية، مقارنة مع باقي المجالات، لم يصل بعد إلى المستوى الذي ينشده المغاربة عموما والمهتمون بالشأن الثقافي بشكل خاص، عاقدين الأمل على الانتخابات الجارية للاهتمام أكثر بهذا المجال.

علاقة المثقف بالأحزاب السياسية

عبد العزيز بنار، أستاذ مبرز في الأدب الحديث بجامعة شعيب الدكالي رئيس مركز عيون ثقافية للدراسات والأبحاث والنشر، قال إن “الوقوف على المسألة الثقافية في الوقت الراهن يكتسي أهمية بالغة، خصوصا أن خطابا يسود ويكاد يتفق عليه الجميع، وهو خطاب مشدود إلى عدة توصيفات أهمها: تهميش الثقافة، معاناة الثقافة، انحصار الثقافة”، موردا أن “عددا من المفكرين سبق أن تنبهوا إلى أزمة الثقافة والمثقفين العرب”.وأضاف المتحدث ذاته، أنه “بالنظر إلى أهمية الموضوع والمكانة التي ينبغي أن تحظى بها الثقافة داخل أي مجتمع، وربطها بالسياق الآني المتعلق بالانتخابات بالمغرب، يبدو أن الأمر يتعلق بالإشارة إلى أزمة الشارع السياسي التي تؤكد وجود أزمة من الناحية الثقافية، والدليل على ذلك أن الأحزاب لم تعد تعتني بالثقافة بالشكل الذي كانت تعتني به في السبعينات والثمانينات، ليس في المغرب فحسب بل في العالم العربي”.وأشار عبد العزيز بنار إلى أن “الأحزاب السياسية بالمغرب مسؤولة اليوم بشكل كبير عن تشويه المشهد الثقافي، حيث تولي أهمية كبيرة للمسائل الاجتماعية والاقتصادية عكس الجوانب الثقافية، فيما تختفي بعض الأحزاب وراء تنظيمات جمعوية وثقافية، في الوقت الذي كانت هذه الأحزاب في أوقات سابقة تهتم بمثقفيها الذين يحظون داخلها بمكانة مهمة”، مضيفا أن “الثقافة اليوم أصبحت تحظى بحيز ضئيل جدا في برامج ومؤتمرات وندوات ولقاءات الأحزاب”.وختم الفاعل في المجال الثقافي تصريحه بالإشارة إلى أنه “بالنظر إلى برامج وتوجهات ومؤتمرات الأحزاب، نجد نقاشا بسيطا حول المسائل الثقافية، وفي الحملات الانتخابية أيضا نرى إشارات طفيفة للجانب الثقافي، لأن هذه الأحزاب تخلت عن دور المثقف داخلها، في الوقت الذي كان المثقفون يطمحون فيه إلى الانخراط داخل الأحزاب”، مبرزا أنه “لم يعد هناك هوس أو انجراف للمثقف نحو الانخراط في العمل السياسي، بعدما اتسعت الهوة بينه وبين الأحزاب”.

العمل والكرامة والعدالة الاجتماعية ثم الثقافة

أما ياسمين الحاج، رئيسة منتدى الآفاق للثقافة والتنمية، فأشارت إلى أن “الثقافة بمعنى إنتاج الفكر المجدد الاستباقي لحركية المجتمع تظل عموما في المغرب، بل وفي العالم العربي، منحصرة في إطارها النخبوي الضيق، والأحزاب ما زالت تتحرك بمعزل عن مشروع ثقافي واضح المعالم ومنسجم مع واقع التنمية الثقافية، كفعل قيمي إستراتيجي”.وأضافت ياسمين أن “مؤسسات الدولة والإعلام والأحزاب في المغرب لا تولي الاهتمام الكافي لتشجيع الثقافة وتجسير العلاقة بين المواطن وتجليات الثقافة المتنوعة”، مسجّلة في الوقت ذاته “العلاقة المؤسفة جدا بين الأحزاب المغربية والثقافة”.وأكدت رئيسة منتدى الآفاق للثقافة والتنمية أنه “زيادة على السبات الطويل والعودة الانتهازية لاقتناص الأصوات، فإن الثقافة تظل هي آخر اختيارات واهتمامات الأحزاب، وإذا حضرت لدى البعض فإنها تستعمل غالبا بشكل استهلاكي للترويج”، متسائلة: “لماذا لا توظف الأحزاب في مقراتها الإنتاج الثقافي المتنوع، من فكر سياسي ومسرح وموسيقى وتربية وأخلاق وسينما…، بدلا من الصمت المطبق طيلة السنة”.وختمت المتحدثة تصريحها بالإشارة إلى أن “الشاب المغربي يعيش أزمة ثقة بسبب الوعود التي ظلت سجينة الأوراق والمنابر، لكن لا بأس في أن يأخذ المبادرة ويعلق بعض الآمال على الانتخابات، من أجل نقل واقعه نحو الأفضل، أو الوصول إلى ما يستجيب لانتظاراته في مجالات الصحة والتعليم والشغل وتكافؤ الفرص…”، مضيفة أن “الشباب اليوم يريد العمل، ويبحث عن الكرامة في الحياة، وينشد العدالة الاجتماعية، وبعد ذلك سيلتفت إلى الفكر والثقافة”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تونس تعلن إطلاق مبادرة لدعم العاملين في المجال الثقافي

سميرة الوانزي مغربية تملك خبرات متميزة في الميدان التربوي والمجال الثقافي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاعلون مغاربة يناقشون حضور الثقافة في البرامج الانتخابية واهتمامات الأحزاب فاعلون مغاربة يناقشون حضور الثقافة في البرامج الانتخابية واهتمامات الأحزاب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib