حادثة الطفل عدنان تجدد النقاش بشأن التربية الجنسية للأطفال
آخر تحديث GMT 22:13:27
المغرب اليوم -

حادثة الطفل عدنان تجدد النقاش بشأن التربية الجنسية للأطفال

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حادثة الطفل عدنان تجدد النقاش بشأن التربية الجنسية للأطفال

الطفل عدنان
الرباط _ المغرب اليوم

ما زالت فاجعة اغتصاب وقتل الطفل عدنان، التي خلقت ذعرا وحزنا كبيرين وسط الشارع المغربي، تثير الجدل والنقاش في المغرب.منذ فاجعة اغتصاب وقتل الطفل عدنان، البالغ من العمر 11 عاما، على يد مغتصب يبلغ في الرابعة والعشرين من عمره في مدينة طنجة شمالي المغرب، بدأ عدد كبير من المغاربة يقترحون حلولا يمكنها حسبهم أن تحد من ظاهرة اغتصاب الأطفال، التي انتشرت بشكل كبيرة في الآونة الأخيرة حسب تقارير لجمعيات حقوقية، في ظل غياب أرقام رسمية تحدد حجم الضرر الذي تخلفه الظاهرة. إلى جانب الأصوات التي تعالت بعد الفاجعة، مطالبة بإصدار أقصى عقوبة على المغتصب، وهي الإعدام، ليكون عبرة لآخرين يحملون ذات ميوله الإجرامية، تعالت أصوات أخرى تطالب بضرورة تلقين الأطفال تربية جنسية صحيحة،

تقيهم الوقوع بين مخالب ذئاب بشرية تعيش بيننا دون القدرة على تميزها.هذه التربية الجنسية حسب المطالبين بها، تبدأ انطلاقا من البيت عبر توعية الأطفال بطرق تحميهم من الاغتصاب، وفي مرحلة أخرى تنتقل هذه التربية إلى داخل حجرات الدرس، من خلال دمجها في المناهج التعليمية، بدل بحث الأطفال عن معلومات جنسية عبر شبكة الإنترنت قد تكون في غالب الأحيان بعيدة عن الواقع، ويعتبر مؤيدو هذا الطرح أن أي خطوة غير ذلك ستساهم في تفاقم ظاهرة الاغتصاب. مطلب تدريس التربية الجنسية للأطفال ليس بالأمر البسيط، ويختلف مفهوم هذه التربية من فرد إلى آخر داخل المجتمع الواحد، حيث لا تزال هناك فئة كبيرة من المجتمع كلما فتح هذا النقاش القديم الجديد، تتفادى وتواجهه بكثير من الحرج والصمت والخجل وتصنفه ضمن خانة التابوهات.

النقاش حول ضرورة تدريس التربية الجنسية للأطفال ليس وليد اليوم، بل هو نقاش يتجدد كلما استفاق المغاربة على نبأ جريمة اغتصاب جنسية مروعة تهز الرأي العام.وقد سبق لمنظمة "متقيش ولدي" التي تعنى بقضايا الطفولة، أن تقدمت بمقترح حقيبة بيداغوجية، وهي فكرة من وحي طفل برلماني وتطلب العمل عليها أكثر من 4 سنوات، هذه الحقيبة حسب نجاة أنور، رئيسة جمعية "ماتقيش ولدي" تتضمن أفلاما، ورسوما للأطفال، ومسرحيات، وأغاني وكذلك تحتوي على دليل يوضح طرق وأساليب يمكنها المساعدة في حماية الطفل من الاعتداءات الجنسية.

كان الهدف من هذه الحقيبة، تضيف نجاة أنور، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، هو أن تتبناها وزارة التربية الوطنية كوسيلة من وسائل التحسيس على التربية الجنسية داخل المدارس، إلا أن الوزارة لم تعرها أي اهتمام بحسب ما ذكرت أنور.التربية الجنسية حسب رئيسة جمعية "ماتقيش ولدي"، تنطلق من البيت عبر الأبوين من خلال فتح نقاشات مع أطفالهم ومدهم بمجموعة من النصائح والإرشادات، من أهمها عدم منح الثقة للغرباء وعدم السماح لأي شخص بلمس أي جزء من جسدهم، تم تنتقل هذه التربية الجنسية إلى المدرسة عبر تزويد الطفل بمفاهيم علمية لها علاقة بالموضوع.

وتشدد المنظمة، على ضرورة تواجد مساعدات اجتماعية داخل كل مدرسة، يمكن من خلالهن التزود بدراسات وتقارير تساعد على فهم ومعالجة الظاهرة.وتضيف نجاة أنور، في الإطار ذاته، أن التربية الجنسية هي فقط للمساعدة على مواجهة الظاهرة وليس القضاء عليها لأن الاغتصاب هو سلوك انحرافي، وهنا يحضر دور الطب النفسي في حال شعور الشخص بأي ميول جنسية منحرفة. فرق بين التربية الجنسية والجنس التربية الجنسية غير كافية لحماية الأطفال من الاغتصاب، هذا ما يؤكده كذلك الطبيب والمحلل النفساني، جواد مبروكي، مضيفا أنها تساهم في توعية الطفل بعدد من الأمور المهمة، من بينها التعرف على جسده، وفي حال وقوع الاغتصاب تكون له القدرة على إخبار والديه.ويتأسف المحلل النفساني، في تصريح لموقع "سكاي نيوز

عربية" على أن أشخاصا في معظم الدول العربية يركزون عند سمعاهم للتربية الجنسية فقط على كلمة "الجنسية" متغاضين عن كلمة التربية التي تعني الكثير. ويشير مبروكي، إلى أن هناك فرقا بين التربية الجنسية والجنس بالصورة المتعارف عليه، وليس الهدف من هذه التربية تعليم الأطفال كيف يمارسون العملية الجنسية الميكانيكية.وأبرز الطبيب، على أن تدريس التربية الجنسية لن يكون بشكل يومي كباقي المواد الأخرى، بل يمكن أن يتم عبر دروس أو ورشات معدودة تمتد على طول السنة الدراسية. كما لفت إلى أن تكوين الأساتذة المتخصصين في هذه المادة يجب أن يكون تكوينا خاص، وفي الغالب تعتمد هذه الورشات على إعطاء الكلمة للطفل أكثر من الأستاذ، وعبر هذه العملية يمكن اكتشاف الطفل الذي تعرض أو يتعرض للاغتصاب، من خلال حديثه وتفاعله في القسم حيث تظهر عليه بعض السلوكيات غير الطبيعية والتي تميزه عن باقي زملائه.

ثقافة العيب لضمان تربية جنسية صحيحة انطلاقا من البيت، من الضروري خضوع الآباء لتكوين مستمر يمكنهم من مصاحبة أبنائهم في العملية التربوية لتجاوز ثقافة العيب.يقول جواد مبروكي المحلل النفساني، أنه عند فهم الآباء أهمية هذه العملية ككل فمن الضروري عليهم تربية الأبناء منذ الصغر على التصالح مع جسدهم، وعندما يصل الطفل إلى المرحلة العمرية التي يستطيع معها التمييز، وهي ما بين سن الخامسة والسادسة، حيث يبدأ في هذه المرحلة في لمس واكتشاف أعضائه الجنسية، وهو التصرف الذي يجب أن ينظر إليه الآباء بشكل عادي وطبيعي وبدون خجل.

ويضيف الطبيب أنه في هذه المرحلة يجب على الأب أو الأم أن يشرحا لابنهما أن هذا جسده وله كامل الحرية في لمسه ولا أحد آخر يملك الحق في ذلك باستثناء الأبوين والطبيب، وهي الرسالة التي يجب تمريرها للطفل مرات عدة وبطرق مختلفة، هذه الرسالة يمكن للآباء تمريرها للطفل بطرق عفوية وفي كل الأوقات عند الاستحمام مثلا أو عند تغير ملابسه. ونبه الطبيب، إلى مجموعة من السلوكيات التي تدخل ضمن التربية الجنسية ولا ينتبه لها الآباء، وأعطى المثال بعملية "الختان"، حيث أنها إذا تمت بعد سن الخامسة، فلها عواقب وخيمة على الحياة الجنسية للطفل، إذ يعتقد الطفل أنه قد تم قطع عضوه الذكري، مما يزع فيه نوعا من الرعب يصاحبه طوال حياته.وأبرز المبروكي، في ختام حديثه أن برنامج تدريس التربية الجنسية يجب أن يكون ملائما للثقافة والتقاليد المغربية المحلية، مما سيساعد في خلق نوع من الراحة في نفوس الآباء ويسقط ثقافة العيب عن التربية الجنسية ويزيلها من خانة التابوهات.

قد يهمك ايضا

معتقلون يهددون بتطبيق شرع اليد على قاتل الطفل عدنان في المغرب

الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام يرفض التأثير على قرارات القضاء

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حادثة الطفل عدنان تجدد النقاش بشأن التربية الجنسية للأطفال حادثة الطفل عدنان تجدد النقاش بشأن التربية الجنسية للأطفال



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي

GMT 08:03 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

ما الذي سيقدمه "الأسطورة" في رمضان 2018؟

GMT 20:50 2018 السبت ,24 شباط / فبراير

خفيفي يعترف بصعوبة مواجهة جمعية سلا

GMT 17:06 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

وليد الكرتي جاهز للمشاركة في الديربي البيضاوي

GMT 06:59 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

كليروايت تغزو السجادة الحمراء بتشكيلة متميزة

GMT 17:54 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الفالح يُعلن أهمية استمرار إجراءات خفض إنتاج الخام

GMT 19:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

مهرجان أسوان لأفلام المرأة يفتح باب التسجيل بشكل رسمي

GMT 05:45 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

ابتكار روبوت مصغر يتم زراعته في الجسم

GMT 23:06 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مشروع الوداد يؤخر تعاقده مع غوركوف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib