نظرة سلبية للمعيلات الوحيدات من أصول عربية في ألمانيا
آخر تحديث GMT 07:52:18
المغرب اليوم -

نظرة سلبية للمعيلات الوحيدات من أصول عربية في ألمانيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - نظرة سلبية للمعيلات الوحيدات من أصول عربية في ألمانيا

برلين - وكالات

يزداد عدد الأمهات من أصول عربية اللواتي يُعلن أطفالهن بأنفسهن وبدون زوج في ألمانيا وحاورت مع خبراء في الموضوع لمعرفة أسباب الظاهرة وما هي حقوق المعيلات الوحيدات ونظرة المجتمع إليهن. تعيل كل من السيد عائشة ع. والسيدة ع. سوزانه. أبناءهما لوحديهما منذ أن حصلتا على الطلاق. فزهيرة، ذات الأصول الفلسطينية، تزوجت بعد وفاة زوجها الذي أنجبت منه ابناً، لكن زواجها الثاني لم يكلل بالنجاح. أما سوزانه، ذات الأصول المصرية، فكانت متزوجةً من رجل أُسترالي لكنهما افترقا وهاجرت مع ابنتها إلى ألمانيا للدراسة. تقول زهيرة متحدثة عن تجربة إعالة ابنها لوحدها: "إنه عمل مُرهق ويتطلب مجهوداً كبيراً. فأنا ألعب دور الأب والأم في نفس الوقت، أرتب أموره وأحاول قدر الإمكان أن لا يكون محروماً من أي شيء". في كل يوم تُوقظ زهيرة ابنها من النوم وتحضر له الفطور لترافقه إلى المدرسة ثم تلتحق هي بمدرسة لتعلم المهن. أما السيدة سوزانه فتصف حالتها  قائلةً " المسؤولية الملقاة على الأمهات المعيلات الوحيدات أكبر بكثير من باقي المسؤوليات الأخرى في الحياة، لأن الأم يجب أن تقوم بكل شيء وبدقة من أجل ابنها، وتحمل هم الابن أينما ذهبت". وتضطر سوزانه إلى تأجيل محاضراتها في الجامعة أو تركها قبل الوقت المحدد لإحضار ابنتها من الحضانة أو لمرافقتها إلى الطبيب. وبالإضافة إلى المسؤوليات الكبيرة الملقاة على المعيلات الوحيدات، فإن العديد من المهاجرين العرب ينظرون إليهن نظرةً سلبيةً. تقول زهير في هذا الصدد: "بعض الرجال العرب عندما يتحدثون عن معيلة وحيدة يقولون: إنها امرأة جميلة لكنها تعيش لوحدها". وتضيف زهيرة أن البعض "يسعون إلى استغلال المعيلات الوحيدات جنسيا أو الزواج منهن كزوجة ثانية". وبدورها تؤكد سوزانه ما قالته زهيرة "الناس يتملكهم الفضول لمعرفة لماذا تعيش المرأة مع أبنائها بدون زوج. والعديد منهم يسألون هل أنت مطلقة؟ لماذا؟ أين تحصلين على المال إلخ." وتضيف سوزانه أن "العرب القادمين من مدن كبيرة كالقاهرة مثلاً يتفهمون وضعنا أكثر من المهاجرين المنحدرين من الأرياف والقرى". حسب المكتب الفدرالي للإحصاء لعام 2009 فإن عدد الأمهات المعيلات الوحيدات وأيضا الآباء المعيلين الوحيدين في ألمانيا تجاوز مليونا وستمائة ألف أم وأب. وبالنسبة للمساعد الاجتماعي عبد الرحيم المصطاف الذي يساعد كثيراً العائلات العربية والمسلمة في برلين، فإن النظرة السلبية للمعيلات الوحيدات سببها ثقافي بالدرجة الأولى "في الأوساط المحافظة يتم النظر للرجل كسترة للمرأة، وتُعتبر كل امرأة تدخل إلى العالم الذكوري بدون رجل كفريسة". ويضيف المصطاف أن "قداسة المؤسسة الزوجية عند المسلمين هو الذي يجعل العديد ينظرون إلى المعيلات الوحيدات كعاهرات أو كمتمردات" عكس المجتمع الأوروبي الذي "يتقبل هذا الوضع ويتعايش معه بشكل طبيعي". لا يُعتبر الطلاق وحده أو وفاة الزوج السببان الوحيدان وراء ظاهرة الأمهات المعيلات الوحيدات من أصول عربية في ألمانيا. فهناك عوامل أخرى يسردها المساعد الاجتماعي عبد الرحيم المصطاف "من أبرز الأسباب وراء هذه الظاهرة نجد التمرد على الحياة الزوجية، التشبع بالحريات الفردية في المجتمع الألماني، هروب الرجل أو الولادة الناجمة عن الاغتصاب". غير أن العائلات العربية في ألمانيا "لا تزال محافظةً وتحاول قدر الإمكان تجاوز تلك الحالة عكس بعض النساء الأوروبيات اللواتي يخترن تربية الأولاد لوحدهن لقناعات فكرية كالناشطات في الحركات النسائية مثلاً" على حد تعبير المصطاف. تنامي ظاهرة الأمهات المعيلات الوحيدات في المجتمع الألماني دفع المُشرع لسن قوانين تضمن الحقوق المادية والمعنوية لحمايتهن من المشاكل التي قد تترتب على اتخاذ خطوة الطلاق مثل "التهديد بخطف الأولاد"، على حد تعبير المحامية الألمانية تولاي كيزيلاي وتضيف أن "القانون الألماني يهمه بالدرجة الأولى أن يتمتع الأطفال بحياة سعيدة ومريحة وهذا هو معيار ترك إعالة الأولاد للأم أو للأب". وفي حال تعرض الأبناء لمعاملة سيئة فإن "السلطات المعنية تتدخل لحماية الأبناء وتُرسلهم إلى مؤسسة خاصة لرعايتهم وقد تتعرض الأم أو الأب لعقوبات بسبب ذلك". ولمساعدة الأمهات المعيلات والوحيدات على تجاوز المشاكل التي تعترضهن "هناك أرقام هاتفية مجانية لمؤسسات تهتم بوضع النساء وتقوم بالتدخل عند الحاجة. كما أن الدولة تتكفل بمصاريف المحامي لطلب الطلاق في حال عدم توفر المعنية بالأمر على إمكانات مادية للقيام بذلك" على حد تعبير المحامية كيزيلاي. حسب المساعد الاجتماعي عبد الرحيم المصطاف فإن تربية الأولاد من الأم لوحدها أو الأب لوحده "تكون له عواقب نفسية تتجلى في الحرمان من حب الأب أو الأم". لأن الطفل ـ حسب المصطاف ـ يحتاج إلى الأم والأب على المستوى التربوي. غير أن المحامية كيزيلاي تنظر إلى هذه النقطة نظرةً مُختلفةً وتبرر ذلك بالقول "رغبة العديد من النساء في أن يتلقى أبناؤهن التربية في أحضان الأب والأم معاً هو الذي يدفعهن لتحمل المعاناة والصبر على العنف الرمزي والمادي الذي يتعرضن له". وفي هذه الحالة فإن الضحية هم الأبناء الذين يتأثرون سلبياً بعدم التفاهم بين الأبوين. ورغم  صعوبة مسؤوليتهن وغياب الدعم المالي الكافي للأمهات المعيلات الوحيدات كزهيرة وسوزانه، إلا أنهن مصممات على تربية أبنائهن على أحسن وجه. فبينما تحلم زهيرة بأن ترى ابنها في المستقبل "رجلاً ناجحاً وصادقاً"، فإن سوزانه تحلم بأن تعيش ابنتها في "كرامة وحرية وتحظى بالاعتراف في المجتمع".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرة سلبية للمعيلات الوحيدات من أصول عربية في ألمانيا نظرة سلبية للمعيلات الوحيدات من أصول عربية في ألمانيا



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 06:41 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وفاء عامر تكشف أسباب اعتذارها عن مسلسل "سيد الناس"
المغرب اليوم - وفاء عامر تكشف أسباب اعتذارها عن مسلسل

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib