ناشطات يتحدين الأعراف الاجتماعية للقضاء على ختان الإناث في سنغافورة
آخر تحديث GMT 03:46:16
المغرب اليوم -

ناشطات يتحدين الأعراف الاجتماعية للقضاء على ختان الإناث في سنغافورة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ناشطات يتحدين الأعراف الاجتماعية للقضاء على ختان الإناث في سنغافورة

عملية ختان
لندن -المغرب اليوم

اكتشفت سزا فرديلا في سن الثانية والعشرين أنها خضعت لعملية ختان حين كانت طفلة، وهي ممارسة مثيرة للجدل لا تزال موجودة لدى أفراد الأقلية الملايو في سنغافورة رغم التقدم الكبير في البلاد.

ففي هذه الدولة المدنية الحديثة والمنفتحة في جنوب شرق آسيا، تظل الأعراف الاجتماعية تقليدية، كما أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية المحظور في بلدان كثيرة غير محظور قانونا.

وتنتشر هذه الممارسة على نطاق واسع في مجتمع الملايو. ولا تدرك نساء كثيرات أنهن تعرضن للختان حتى سنوات المراهقة أو البلوغ. وتقول سزا: “شعرت بالخيانة”. إذ لم تعلم بأنها تعرضت لهذه العملية سوى عندما اعترضت على التوجه لإخضاع قريبة لها لعملية مشابهة. وتقول الشابة البالغة 26 عاما: “لقد صُدمت للغاية وشعرت فعلا بأنني مغتصبة”.

وقد توجهت سزا بالسؤال إلى والدتها في هذا الموضوع، “فقالت لي إنني تعرضت لعملية “اقتطاع” جزء من جسمي لأنها لا تريدني أن أصبح زانية، وبأن ذلك أكثر نظافة وجزء من التقاليد الدينية”.

وتتضمن العملية عادة إزالة جزء من البظر أو غطائه.

وفيما هذه الممارسة أقل تطرفا مما يحصل في أماكن أخرى، يؤكد ناشطون محليون أنها تشكل انتهاكا لحقوق المرأة ويجب أن تتوقف.

وتقوم سزا ومجموعة نساء، معظمهن مسلمات، بحملات على “إنستغرام”، كما يوزعن منشورات لمكافحة الأفكار المتداولة بشأن هذه الممارسات، وينظمن ورشات عمل لدعم الفتيات اللواتي تعرضن لهذه العمليات.
موضوع محرّم

لكن يصعب مع ذلك الخوض في هذا الموضوع المحرّم اجتماعيا.

وتوضح هؤلاء الناشطات أن الإحراج الكبير لدى أفراد مجتمع الملايو في مناقشة مسائل الجنس الأنثوي على العلن يجعل هذه المعركة أكثر صعوبة.

وقد اتُهمت هؤلاء الفتيات بأنهن يخالفن القواعد الدينية، وبعضهن يخفي التزامه في هذه القضية عن أفراد العائلة لتجنب التوتر.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن مائتي مليون فتاة وامرأة خضعن لتشويه أعضائهن التناسلية الأنثوية. وتطاول هذه الحالات 31 دولة في مختلف أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، رغم صعوبة تحديد نطاق المشكلة بدقة.

ويعتقد البعض أن هذه الممارسة التقليدية مهمة لصحة الفتيات الصغيرات ولتطورهن الأخلاقي، وبالتالي لا ينبغي التشكيك فيها.

كما يرى البعض أنها وسيلة لخفض الرغبة الجنسية لدى النساء ومنعهن من الخيانة.

ومع ذلك، تعتبر منظمة الصحة العالمية أن هذه الممارسة تنطوي على أخطار صحية، وتنتهك حقوق الفتيات، كما تمثل “شكلا متطرفا من أشكال التمييز على أساس الجنس”.

ولا توجد إحصاءات عن هذه حجم هذه الممارسة في سنغافورة، لكنّ مسحا تجريبيا أجرته ناشطات لدى الفتيات المسلمات أظهر أن 75 بالمائة منهن معنيات بالموضوع.

وأعلن المجلس الإسلامي في سنغافورة، الذي يقدم المشورة الدينية في البلاد، رفضه عمليات تشويه الأعضاء التناسلية بعدما “ثبت طبيا أنها مضرة”، وفق ناطق باسمه.
“بلا أي معنى”

وتُرصد مع ذلك علامات قليلة عن تراجع هذه الممارسة في سنغافورة، رغم أنها ليست محظورة أو مدانة رسميا.

ويمثل مجتمع الملايو المسلم حوالى 10 بالمائة من سكان سنغافورة البالغ عددهم 5,7 ملايين شخص، معظمهم من أصل صيني.

ولا تنادي الناشطات بحظر هذه الممارسة خشية أن يستمر العمل بها في الخفاء، لكنهنّ يرغبن في أن تعلن السلطات بوضوح عن المحاذير الصحية المرتبطة بها، وأن يؤكد المجلس الإسلامي أن هذه العمليات ليست فرضا دينيا.

لكن من الصعب تغيير العادات القديمة.

وبعدما تعرضت لعملية ختان في الصغر، ترفض الناشطة زوبي علي أن تكون ابنتاها ضحيتين لهذه الممارسة رغم الضغوط الاجتماعية.

لكن المرأة، البالغة 59 عاما، لم تستطع إقناع إخوتها وأخواتها بإعفاء بناتهم من هذا الأمر، وتقول: “إنها ممارسة بلا أي معنى وتتعارض مع الطريقة التي يجب أن تتعلم بها بناتنا”.

وإلى جانب آلام العملية، تأسف زوبي لكونها حُرمت إلى الأبد من جزء من جسمها، وتقول: “لن أعرف أبدا ما هو الشعور بالكمال أو النقاء. لقد سرقوا هذا مني”.

قد يهمك ايضًا:

السيسي يصادق على تغليظ عقوبة "ختان الإناث"

 

إليسا تعلق على قضية "ختان الإناث" وتوجه رسالة إلى النساء

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناشطات يتحدين الأعراف الاجتماعية للقضاء على ختان الإناث في سنغافورة ناشطات يتحدين الأعراف الاجتماعية للقضاء على ختان الإناث في سنغافورة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib