الدعسوقة تغير لونها تكيفًا مع تغيّر المناخ
آخر تحديث GMT 10:25:52
المغرب اليوم -

الدعسوقة تغير لونها تكيفًا مع تغيّر المناخ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الدعسوقة تغير لونها تكيفًا مع تغيّر المناخ

واشنطن - وكالات

لو سرت على شاطئ في هولندا قبل عشرين سنة ورأيت دعسوقة (أم علي) على ورقة شجرة أو عشبة، فغالب الظن أنها كانت حمراء مع بقعتين سوداوين. ولو توغلت أكثر داخل البلاد، فالأرجح أنك كنت عثرت على دعسوقة سوداء مع بقع حمراء. لكن خلال العقود الثلاثة الماضية، بات الباحثون يعثرون على مزيد من الدعاسيق الحمراء داخل البلاد. والسبب في اعتقادهم أن سخونة الطقس ونقصان الأيام المشمسة قد يكونان الدافع إلى حدوث تغير في لون الدعسوقة. قام بول بريكفيلد، الاختصاصي بعلم الوراثة الإيكولوجية في جامعة كيمبريدج البريطانية، مع فريق من الباحثين البريطانيين والهولنديين، بدراسة الدعاسيق ذات البقعتين منذ عقود، بعدما أثار اهتمامهم كون مجموعات مختلفة من الدعاسيق هي ذات ألوان مختلفة. ففي العام 1980، كان لون 10 في المئة من الدعاسيق التي تعيش قرب الشاطئ أسود مع بقع حمراء، في حين كان لون 90 في المئة أحمر مع بقع سوداء. وفي المقابل، كان لون 40 في المئة من الدعاسيق على بعد 40 كيلومتراً داخل البلاد أسود مع بقع حمراء، ولون 60 في المئة أحمر مع بقع سوداء. ويعتقد الباحثون أن هذا الاختلاف في اللون هو تكيّف يتيح للدعاسيق السوداء أن تبقى دافئة في المناخات الباردة داخل البلاد، في حين أن اللون الأفتح بجنّب الدعاسيق الحمراء أن تسخن كثيراً على الشاطئ. بعد أخذ عينات من هذه الحشرات على مدى 25 عاماً، لاحظ بريكفيلد وزملاؤه تغيراً. فإذ واصلوا التقاط مئات الدعاسيق كل خمس سنوات تقريبـاً، أي خلال أكثر من 50 جيلاً منها، عثروا على مزيد من الدعاسيق الحمراء، حتى عند أخذ عينات من داخل البلاد. وفي 2004، وهي السنة الأخيرة التي استطاع الباحثون خلالها جمع عدد من الدعاسيق يكفي لرؤية تحوّل ذي مغزى، وجدوا أن 20 في المئة فقط من الدعاسيق في أي منطقة هي سوداء. وبدا هذا التحول متلائماً مع بيانات درجات الحرارة خلال تلك الفترة، التي أظهرت أن معدل درجات الحرارة في المنطقة بكاملها كان يرتفع باستمرار. ويرى بريكفيلد أن هذه الحالة لا تختلف في بعض النواحي عن الفراش الفلفلي الشهير في ليفربول ببريطانيا، الذي أصبح لونه أكثر قتامة عندما غطى السخام أشجار المنطقة باللون الأسود، ما حماه من الطيور المفترسة. ويضيف: «انها قصة نموذجية للانتقاء الطبيعي. لكن الفراش يتفادى أعداءه بالاندماج في محيطه فلا تراه المفترسات، أما الدعاسيق فتنجو بإظهار نفسها بوضوح إذ تنفر الطيور من أكلها. والواقع أن الدعاسيق الداكنة والفاتحة تشبه نوعين مختلفين من الخنافس التي تتسمم منها الطيور إذا أكلتها». لكن كثيراً من العلماء لا يؤيدون هذه النظرية. ويقول آري هوفمان، الباحث في علم الوراثة في جامعة ملبورن بأوستراليا، إن النتائج محيرة، معتبراً ربط تغير المناخ بالتبدل في لون الدعسوقة «فرضية عملية، لكنها غير مؤكدة بعد». فتأكيد هذه العلاقة يستلزم مزيداً من البيانات التي تظهر أن الدعاسيق تغير لونها عبر أجيال في المختبر. من جهته، قال بريكفيلد إن الدراسات الميدانية انتهت. فقد انخفضت أعداد الدعاسيق ذات البقعتين، من كلا الشكلين، تاركة الساحة لنوع دخيل يدعى الدعسوقة المرقطة اليابانية، هرب من بيت زجاجي في بلجيكا حيث كان يستعمل لمكافحة المن. وبات العثور على الدعاسيق ذات البقعتين صعباً جداً، بحيث أنه لا يستطيع مواصلة دراسته. وأضاف: «الوضع محزن جداً».

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدعسوقة تغير لونها تكيفًا مع تغيّر المناخ الدعسوقة تغير لونها تكيفًا مع تغيّر المناخ



GMT 08:12 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

97 % من حيوانات القطب الجنوبي عرضة للإنقراض

GMT 08:00 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

إنطلاق أكبر عملية صيد للذئاب في السويد أمس الاثنين

GMT 05:01 2022 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فيديو مؤثر لقرد في الوداع الأخير لصاحبه

GMT 08:57 2022 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

زرافة تقتل طفلة رضيعة في محمية جنوب أفريقية

GMT 16:32 2022 الأحد ,26 حزيران / يونيو

حديقة حيوان في كوبا تحتفل بولادة وحيد قرن نادر

GMT 19:12 2022 الإثنين ,14 شباط / فبراير

حيوانات الكوالا مهددة بالانقراض في أستراليا

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib