تغيرات المناخ قادمة والتكيف معها أمر لا مفر منه
آخر تحديث GMT 02:08:50
المغرب اليوم -

تغيرات المناخ قادمة والتكيف معها أمر لا مفر منه

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تغيرات المناخ قادمة والتكيف معها أمر لا مفر منه

واشنطن ـ وكالات

ليس غريبا إرجاع ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية التي سببت كوارث بيئية إلى ارتفاع نسبة ثاني اوكسيد الكربون في الجو، والعلماء الذين يؤكدون هذا التصور، بدئوا جديا بدراسة طرق التكيف مع التغيرات المناخية القادمة. "الوقاية من التغير المناخي باتت مسألة لا هروب منها، ويجب الآن التعامل معها عن كثب" كان هذا تصريح سينتيا روزنتسفايك رئيسة قسم أبحاث التأثيرات المناخية في الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية الأميركية "ناسا" في مقابلة مع DW. وأضافت روزنتسفايك  أثناء مشاركتها في مؤتمر دولي لأبحاث التأثيرات المناخية في مدينة بوتسدام الألمانية: "التكيف مع التغير المناخي يجب التعامل معه في عين المكان، لأن التغيرات جارية بالفعل في المناطق المتضررة". "الآثار الناجمة عن التغير المناخي تؤثر تقريبا على كل جانب من جوانب الحياة اليومية" كما تقول راخيل كليتوس خبيرة في المناخ والشؤون الاقتصادية في المنظمة الأمريكية لاتحاد العلماء المهتمين، وتضيف: "هذا التأثير يشمل النظم الإيكولوجية على اليابسة وفي البحر وقطاع الزراعة وتأمين المواد الغذائية، والجانب الصحي أيضا والصراعات المحتملة والهجرة. فكثير من السواحل مهددة بالاختفاء نتيجة ارتفاع مستوى مياه البحر". يواجه المسئولون وصانعو القرار غموضا جوهريا عندما يتعلق الأمر بتقييم حجم تأثير التغير المناخي كما يقول هانس يواخيم شيلنهوبر، مدير معهد بوتسدام لأبحاث التأثيرات المناخية، الذي يضيف :"بعض الآثار المترتبة على التغير المناخي يمكن أن تحصل ولكن احتمال حدوثها ضعيف، أما أضرارها فستكون غير مقبولة، ولذلك من الأفضل تجنبها في وقت مبكر". ويحاول علماء تأثير التغير المناخي تقديم الدعم للسياسيين في إدارة المخاطر عن طريق قياس التغيرات الفعلية وتطوير نماذج في الكمبيوتر لحساب ورصد التأثيرات المحتمل لبعض التغييرات المناخية. ونظرا لكثرة الآثار المحتملة، فأن العلماء يواجهون صعوبة في إجراء دراسة منهجية. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد لا يحصى من ردود الفعل أو ما يمكن تفسيره بنظام إعادة الشيء للمصدر والتفاعلات المتغيرة كما يوضح فولفغانغ لوشت رئيس قسم تحليل نظام الأرض في معهد بوتسدام لأبحاث التأثيرات المناخية. فعلى سبيل المثال يمكن لتحمض المحيطات بسبب زيادة امتصاص ثاني أكسيد الكربون أن يؤثر على السلسلة الغذائية. يلمس هذا التهديد بوضوح خصوصا في قطاع الزراعة، الذي يقع تحت وطأة تأثير عدد كبير من العوامل المختلفة. وتدير سينتيا روزنتسفايك مشروع "AgMIP" الدولي الذي يسهر على تقديم توقعات جيدة للتأثيرات المناخية عل قطاع الزراعة، هذه التوقعات تكون على شكل محاكاة حاسوبية للمناخ مع أخذ كل من الإنتاج والوضع الاقتصادي بعين الاعتبار. ويشارك في هذه الدراسات خبراء من مختلف المجالات لضمان تأمين المواد الغذائية لسكان العالم المستمر عددهم في الارتفاع. يجمع  مشروع "AgMIP" الدولي بين نماذج عالمية وقياسات ومشاريع محلية. فقد قام علماء في جنوب إفريقيا بدراسة مناطق زراعية مختلفة وكيفية استغلالها لمعرفة تغيرات محاصيلها في حال ارتفاع درجة الحرارة أو نقص في المياه، وماذا ستُظهر الدراسات لو تم اعتماد تقنية ري مختلفة أو تم تغيير موسم الزرع. أدى حدوث ظواهر مناخية وكوارث طبيعية على مدى العامين الماضيين إلى تكثيف الجهود للبحث عن حلول، على حد قول الخبيرة الاقتصادية كليتوس وتضيف قائلة أيضا "خصوصا في الولايات المتحدة البلد الذي أعيش فيه أدركُ أن التغير المناخي حاضر بالفعل ويؤثر علينا مباشرة، وقد ساهم في تسبب العديد من الكوارث مثل الجفاف وموجات الحرارة أو إعصار ساندي المدمر". تشغل عالمة الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية "ناسا" سينتيا روزنتسفايك منصب رئيسة لجنة المناخ في مدينة نيويورك وترى أن إعصار ساندي كان بمثابة "نقطة تحول" في الوعي الأمريكي بمخاطر التغير المناخي، وبالتالي ازداد الاهتمام إلى حد كبير بعملها منذ أن غمرت المياه نتيجة الإعصار أجزاء كبيرة من مدينة نيويورك الضخمة. عن ذلك تقول راخيل كليتوس "نحن بحاجة إلى أكثر من مجرد ردود فعل على الكوارث الطبيعية" وتضيف "نحن بحاجة إلى رؤية متكاملة للمستقبل، ويجب علينا أن نعرف كيف يمكننا أن نستعد للتغير المناخي". بينما يبقى التكيف مع الوضع الجديد أمر لا مفر منه من أجل تجنب ومنع وقوع أضرار، يأكد فولفغانغ على ضرورة مواصلة العمل على الوقاية من التغير المناخي. ويقول لوشت الذي يدرس علم الاستدامة في جامعة هومبولت ببرلين إنه في يوم من الأيام سيصل التكيف مع الوضع الجديد إلى نقطة حاسمة ويضيف: "هناك بالفعل أدلة على أن مجتمعات تأثرت بسبب التغيرات البيئية، وتأثرت كذلك الموارد الطبيعية التي تعيش عليها في كثير من الأحيان". ويرى خبير الاستدامة أن التحول إلى الطاقة المتجددة محاولة لمعايشة هذا التغير المناخي. ويرى أن اعتماد "مراقبة الانتقال إلى الطاقة المتجددة بشكل منظم تكون ناجعة قبل أن نُجبر فيما بعد على اتخاذ هذه الخطوة". ووفقا لحسابات منتظمة للتكاليف، التي يمكن أن تنتج عن آثار التغير المناخي يأمل لوشت من الجهود الدولية في وقف ظاهرة الاحتباس الحراري على الأرض. ترتبط الآثار الفعلية للتغير المناخي بمدى ارتفاع درجة الحرارة، وحسب تقرير للمناخ أدلت به مؤخرا الوكالة الدولية للطاقة فإن انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري الضارة ناتجة من قطاع الطاقة. وقد ازدادت هذه الانبعاثات الغازية العام الماضي بنسبة 1.4 في المائة لتصل إلى مستوى قياسي. وبهذا فإن الهدف المرسوم في تخفيض المعدل الحالي إلى درجتين هو بعيد المنال، وربما ترتفع درجات الحرارة إلى مابين 3.6 و5.3 درجة ما يمكن أن يكون له عواقب وخيمة. ويحذر فولفغانغ لوشت من الإحباط نتيجة عدم إحراز تقدم في المفاوضات الدولية، ويقول: "كلما ازداد الوضع سوء كلما ازداد الطلب على ابتكار حلول جديدة وبالتالي مناقشة كيفية تحقيق الهدف". ويشير إلى أن التحول إلى الطاقة المتجددة في ألمانيا يبين أن هناك وسيلة بديلة، والانتظار طويلا لنهج هذا المسلك يزيد من تفاقم الوضع لأن "ثاني أكسيد الكربون يبقى لوقت طويلة في الغلاف الجوي وعواقبه في المستقبل وخيمة، وربما يحاسبنا أطفالنا في وقت لاحق باستغراب عن رأينا الغير الجاد عن الوضع الكارثي الحالي".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغيرات المناخ قادمة والتكيف معها أمر لا مفر منه تغيرات المناخ قادمة والتكيف معها أمر لا مفر منه



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib